Wednesday, January 9, 2013

«إسرائيل» وخطاب الرئيس الأسد

على الرغم من الانشغال الإسرائيلي المكثف لجميع قادة تل أبيب وأحزابها في الحملات الدعائية للانتخابات التي ستجري بعد أسبوعين إلا أن خطاب الرئيس الأسد الشامل احتل أهمية في التعليقات التي عرضها رؤساء تحرير الصحف والمعلقون السياسيون في القنوات الفضائية الإسرائيلية، وكان أول من تصدر ردود الفعل الوزير السابق (أفرايم سينيه) الذي عمل نائباً لإسحاق رابين ووزيراً للدفاع في التسعينيات فقد نشر تحليلاً في صحيفة هآرتس طالب فيه حكومة نتنياهو بتغيير «قواعد العمل ضد القيادة السورية في أعقاب استمرار بقاء الرئيس الأسد في الرئاسة» لأن خطابه كان يمثل تحدياً لكل الدول المعادية لسورية في المنطقة والعالم واعترف سينيه في تحليله بأن المحاولات التي بذلتها «إسرائيل» منذ بداية التسعينيات لدفع القيادة السورية نحو قطع علاقاتها بالفصائل المسلحة الفلسطينية واللبنانية وإيران فشلت رغم أن رابين رئيس الحكومة وافق على الانسحاب من معظم الجولان مقابل تحقيق هذا الهدف مع الرئيس الراحل حافظ الأسد.

وانتقل سينيه إلى دعوة نتنياهو إلى تشجيع المعارضة المسلحة السورية والدول التي تدعمها على (إسقاط النظام السوري) لكي يسهل فرض الشروط التالية على سوريا:

أولاً: التوقيع على اتفاقية عدم اعتداء لمدة تزيد على عشرين عاماً.

ثانياً: تخفيض عدد أفراد القوات المسلحة السورية إلى أدنى حد (يذكر أن «إسرائيل» فرضت على السادات ألا يزيد عدد أفراد جيشه عن 450) ألفاً فقط، وتخفيض عدد ومعدات الأسلحة السورية بعد تدمير جميع أسلحة الدمار الشامل السورية.

ثالثاً: إبعاد القوات المسلحة إلى أبعد منطقة عن مدينة دمشق.

ورأى سينيه أن هذه الشروط ستوفر لإسرائيل استمرار الاحتفاظ بالجولان بانتظار التوصل إلى اتفاق حولها بعد انتهاء فترة السنوات العشرين.

ويذكر أن هذه الشروط كان رابين نفسه قد عرضها أثناء المفاوضات التي رعاها الرئيس كلينتون ورفضتها سوريا رفضاً قاطعاً، وبالمقابل علق (إيال زيسير) البروفيسور الذي يرأس مركز أبحاث دايان للدراسات والمختص بشؤون سورية على خطاب الرئيس الأسد قائلاً في صحيفة جيروزاليم بوست: إن خطاب الأسد وجه صفعة لكل دولة تدعم المعارضة المسلحة واتهامهم لها بالإرهاب حين أكد على أن معظم المعارضين المسلحين هم من عناصر (القاعدة) و(جبهة النصرة) وهي العناصر التي تندد بها الولايات المتحدة وأوروبا.

ووصف زيسير خطاب الأسد (بالهجومي) لأنه حيا الجيش السوري وقوات الأمن السورية وما تقوم به لإعادة الاستقرار داخل سوريا.

ومع ذلك يتأكد النفاق الأميركي والغربي حين يشير أحد الصحفيين في الولايات المتحدة إلى حقيقة أن أوباما يوجه طائرات بلا طيار لقصف وتصفية عناصر منظمة (القاعدة) في اليمن على حين أنه يصمت على ما تقوم به نفس هذه العناصر داخل سوريا.

وما يمكن استنتاجه من هذه الحقيقة هو أن واشنطن على استعداد لدعم (القاعدة) سراً أو علناً حين توجه عملياتها المسلحة في العراق وسوريا ولبنان والإعلان عن قصف عناصر (القاعدة) في الوقت نفسه إذا ما كانت تعمل في اليمن ضد علي عبد الله صالح و من يحل محله؟ ولعل هذا ما أشار إليه دبلوماسي عربي يخشى أن يمتد أفراد (القاعدة) إلى دول عربية مثل الجزائر وموريتانيا.


-سياسة – اخبار


«إسرائيل» وخطاب الرئيس الأسد http://pixel.quantserve.com/pixel/p-89EKCgBk8MZdE.gif

No comments:

Post a Comment