Saturday, January 5, 2013

خيارات الأسد تضيق ومنطقة العلويين قد تصبح ملاذه الأخير

 
بشار الأسد

يرى محللون ان الرئيس السوري بشار الأسد قد ينسحب كخيار أخير الى المنطقة العلوية في غرب سورية ليتابع معركته من هناك، وان خيار التسوية ليس مطروحا بالنسبة اليه، رغم سقوط اكثر من ستين ألف قتيل في النزاع المستمر منذ 21 شهرا في بلاده.

وتقول انياس لوفالوا، الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط ومقرها باريس لوكالة فرانس برس، ان الأسد «متشبث بالسلطة حتى النهاية (…). لايزال يعيش في منطقه الخاص الذي يستند الى كسب الوقت لكي ينجو بنفسه، ليس باستعادة السيطرة على مجمل الأرض التي خسرها جيشه، لكن بالبقاء على جزء من هذه الأرض مثل دمشق ومدينة حمص الاستراتيجية (وسط البلاد)، وبالتالي امكانية الانتقال الى جبل العلويين».

ويرى الباحث اندرو تايبلر من معهد واشنطن للدراسات (واشنطن اينستيتيوت) «ان النظام سيضطر قريبا الى الانسحاب من الشمال والشرق، ولو ان ذلك سيتم بثمن مرتفع جدا مثل رفع وتيرة التصعيد باستخدام مزيد من المدافع والصواريخ وربما الأسلحة الكيميائية».

ويؤكد النظام منذ منتصف الصيف الماضي ان معركة دمشق انتهت، ويكرر منذ اكثر من شهر انه يتجه الى تطهير المناطق المحيطة بها من «الإرهابيين».

لكن المعارك العنيفة تتواصل في ريف العاصمة الذي يستخدمه مقاتلو المعارضة كقاعدة خلفية لعملياتهم فيها حيث نجحوا في الإبقاء على جيوب مقاومة في أحيائها الجنوبية، وفي تنفيذ عمليات تفجير دموية في أحياء أخرى.

وفي شمال البلاد، باتت المجموعات المقاتلة المعارضة تسيطر على أجزاء واسعة من الريف، بينما تستمر المعارك الضارية في حلب التي اقفل مطارها وباتت طرق الامداد اليها شبه مقطوعة.

كذلك يسيطر المعارضون على أجزاء واسعة من الشرق، وينفذون عمليات نوعية في الجنوب.

وفي حين ترى لوفالوا ان في امكان النظام ان يصمد في دمشق أشهرا إضافية قبل النظر في خيار المنطقة العلوية، يوافق تايبلر على ان «الخيارات المتاحة اليوم امام الأسد هي البقاء في دمشق ومحاولة استعادة المناطق التي خسرها قدر الامكان (..) او إقامة منطقة ذات غالبية علوية على الساحل السوري».

وتعرف سلسلة الجبال الممتدة بين محافظتي اللاذقية وطرطوس (غربا) والتي تشكل امتدادا للساحل السوري بـ «جبل العلويين».

ويروي العديد من السوريين الذين رفضوا الكشف عن أسمائهم ان كل أنواع الأسلحة تتكدس في جبل العلويين منذ سنوات طويلة، وليس فقط منذ بدء النزاع الحالي.

ويؤكد الخبراء ان الجبل يضم مخزونا ضخما من الأسلحة، وان الأسد لم يستنفد بعد كامل قدرات جيشه ونظامه.

وتقول لوفالوا «كان في امكان الأسد ان يستغل وجود (الموفد الدولي الى سورية) الأخضر الإبراهيمي في دمشق ومبادرة الروس للحصول على فرصة للحوار، لكنه على العكس مارس عنفا اكبر خلال هذا التحرك الديبلوماسي. يرى انه قادر على الانتصار، وبالتالي لا يشكل الحوار او التفاوض حول الرحيل خيارا بالنسبة اليه».

وتضيف «اذا رفض مبادرة الابراهيمي، فهذا يعني انه اما منفصل عن الواقع ولايزال يعيش في عالمه الخاص وفقد تماما حس الواقع، واما انه متأكد من ان ميزان القوى على الأرض لايزال يؤمن له القدرة للاستمرار».

ويدرك الرئيس السوري، بحسب الخبراء، ان أي تدخل خارجي لن يحصل في بلاده، لذا يعتبر ان المنطق الذي اعتمده منذ بدء الحركة الاحتجاجية ضده منتصف مارس 2011، والتي ما لبثت ان تحولت الى نزاع دام، يعطي ثماره.

ويؤكد الخبير في الشؤون السورية بيتر هارلينغ من مجموعة الأزمات الدولية (انترناشونال كرايزيس غروب) ان «النظام اعتمد منذ بداية الأزمة منطقا يقول انه يدافع عن نفسه وعن البلاد في مواجهة اعتداء لا يبقي له خيارا آخر.

بالنسبة الى النظام، العنف لا يأتي منه إنما من مؤامرة هو مضطر لمواجهتها، وبالتالي الحلول لن تأتي منه لكن من اعدائه عندما سيدركون ان الثمن الذي سيدفعونه للتغيير اكثر من باهظ، وعندها سيستسلمون».

ويضيف «النظام عزل نفسه عن كل مخرج آخر وهو غير قادر على التخلي عن هذا المنطق».

إلا ان هارلينغ يشير الى ان «النظام لايزال قويا في نواته الصلبة التي تحتفظ بتماسكها وقدرتها على التدمير رغم الخسائر، سيواصل التصعيد كما يفعل منذ حوالي سنتين على امل ان يعرض طرف ما، مخرجا يأخذ في الاعتبار مصالحه».

وأدى هذا المنطق وتمسك المعارضة برحيل الرئيس السوري قبل أي حوار او تفاوض، الى ان تتكبد البلاد 60 ألف قتيل، حسبما أعلنت الأمم المتحدة أخيرا، بالإضافة الى دمار هائل وخسائر بمليارات الدولارات، وتقول لوفالوا ان الأسد يمضي «في منطق الأرض المحروقة، ولو سقط 300 ألف قتيل».





واقرأ ايضاً:

روسيا تخطط لإرسال 12 سفينة حربية بالقرب من سورية

الجيش الحر: قوات الأسد دفنت 250 جثة لضباط وجنود بعد إعدامهم ميدانياً!

«لبؤات» للدفاع عن الأسد!

لقاء قريب بين الإبراهيمي ومسؤولين روس وأميركيين وأردوغان: لا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي أمام ما نشهده


- اخبار -


خيارات الأسد تضيق ومنطقة العلويين قد تصبح ملاذه الأخير http://www.alanba.com.kw/absolutenmnew/articlefiles/nm/351692-9898.jpg

No comments:

Post a Comment