Tuesday, January 15, 2013

مصر العزيزة وآلامها المتعددة - القدس العربي اللندنية - محمد صالح المسفر

Previous image Next image

/

مواضيع ذات صلة

 محمد صالح المسفر
 

(1) في مطلع خمسينات القرن الماضي شهدت مصر العزيزة ثورة وطنية قادها الجيش اسقط على اثرها النظام الملكي في مصر، وقام شعب مصر العزيزة بحماية تلك الثورة من اي محاولة اعتداء او انحراف بها، حدثت تلك الثورة وظروف مصر في غاية الصعوبة، كان يربض على ارضها قرابة السبعين الف جندي بريطاني مسلحين باحدث انواع سلاح ذلك الزمان، كانت الدول العربية في غرب مصر تحت النفوذ البريطاني والفرنسي، وكان الخليج والجنوب العربي تحت النفوذ البريطاني. كانت مصر تتنازعها احزاب سياسية متصارعة، لكنها عندما قامت الثورة عام 1952 لم تحاول الوقوف ضدها، بل الكل راح يقترب منها، واخرون حاولوا اختطافها، وسارت الثورة بحماية الشعب المصري العزيز لتحقق اهدافها.

ما اردت قوله هنا ان ثورة 1952 يا دكتور عصام العريان لم تطرد مواطنا مصريا، يهوديا كان او مسيحيا، وحققت انجازات في كل الميادين رغم كل الصعاب. داخليا، اممت قناة السويس وأصبحت ملكا لمصر، بنت السد العالي الذي انقذ مصر من العطش، الاصلاح الزراعي، بناء قاعدة صناعية يعتد بها. وخارجيا، كانت مساعداتها العسكرية منتشرة من الجزائر الى الكونغو الى اليمن، وجملة القول في هذه الحقبة ان زعيم ثورة عام 52 انتقل الى جوار ربه في اواخر عام 1970 ومصر ليست مديونة بديون صعبة الا بمبلغ 1.7 مليار دولار، رغم كل حروبها ومساعداتها للدول الصديقة في العالم الثالث، وكلها ديون عسكرية . بينما كانت ديون مصر عندما اغتيل انور السادات، وفي عهد قال عنه السادات انه ‘عهد اخر الحروب’، اي ان السلام قد حل على مصر، بلغت ديونها الخارجية عام 1980، 21 مليار دولار .
وفي عهد حسني مبارك يذكر احمد النجار من مركز دراسات الاهرام، انه في عام 1988، وبعد مرور سبع سنوات على حكم مبارك كانت ديون مصر 49.9 مليار دولار، وبلغت ديون مصر في عهد حكومة الدكتور نظيف 962.2 مليار جنيه عام 2011، وفي 2011 شهر الثورة 25 يناير وصل الدين الخارجي 34.9 مليار دولار، والداخلي 962.2 مليار جنيه، بمعنى ان اجمالي ديون مصر التي خلفها حسني مبارك على شعب مصر ترليون و172 مليار جنيه يتوجب على الرئيس محمد مرسي سداد تلك المديونية قبل ان يتعاظم امرها.

(2)

ثورة 25 يناير 2011 ثورة شعب حماها الجيش من كل العابثين الذين كانوا يتربصون بها، ورثت حملا ثقيلا ومديونية عظيمة اشرت لها اعلاه، وفسادا اداريا وماليا وسياسيا لا سابقة له في تاريخ مصر. ظروف عربية ليست في احسن حال احزاب سياسية داخلية تتشكل ليس لها مشروع سياسي، كما هي الاحزاب السياسية في العالم، وليس لتلك الاحزاب قيادات تاريخية قادرة على الاستقطاب، طغى على الاحزاب السياسية الجديدة في مصر العامل الديني (الاسلام السياسي) واخرى لا تعرف لها اتجاها .
خرج على مصر الجديدة مجموعة افراد اطلقوا على تجمعهم ‘جبهة الانقاذ’ البرادعي وعمر موسى وحمدين صباحي وحزبه الجديد القديم، ولم ارض له اي صباحي، بكل امانة ان يقف الى جوار الثنائي البرادعي وموسى، هذا التجمع هدفه اسقاط النظام الجديد الذي يقودة حزب العدالة والحرية، وهو لم يكن له في سدة الحكم الا بضعة اشهر .
الثالوث ‘البرادعي وموسى وصباحي’، راحوا يدعون الجماهير المصرية الى مسيرات مليونية لاسقاط النظام، وهم يعلمون حال مصر الاقتصادي.
كنت اتمنى لو انهم خرجوا الى الناس وعبر اجهزة التلفزة ووسائل الاعلام بكل انواعها يناشدون الناس في مصر بمضاعفة الانتاج والانضباط الاداري والتفاني من اجل حماية الامن، بدلا من الدعوة لمسيرات مليونية تعطل الانتاج وتزيد في خسائر الاقتصاد المصري وتؤجج الكراهية ضد الادارة الجديدة.

لست ادري ما اصاب قضاة مصر عندما زجوا بانفسهم في اتون السياسة، لم اسمع ان قضاة ايطاليا او البرتغال او اليونان اضربوا عن العمل احتجاجا على حكوماتهم، لم اسمع ان اعفاء النائب العام عن منصبه في اي دولة متحضرة يؤدي الى اضراب وكلاء النيابة عن العمل. لم اسمع وانا في خريف العمر ان رئيس الدولة عندما يجري تعديلا وزاريا يخرج موظفو تلك الوزارة، الذين خرج وزيرهم من التشكيلة، ويعلنون الاضراب العام من اجل ابقاء الوزير السابق، الا في مصر. اوباما رئيس امريكا عين وزيرا للدفاع في الاسبوع الماضي ومن حزب غير حزبه، ولم يضرب قادة الجيوش الامريكية احتجاجا على تبديل الوزير، وفي قادم الايام سيعين اوباما وزير خارجية جديدا ولن يقدم السفراء الامريكان وكبار موظفي الخارجية استقالاتهم بسبب تغيير وزير الخارجية .
اخر القول.. مصر تعاني من ثقل المديونية، ومؤامرات تحاك لافشال تجربة التيار الاسلامي في الادارة. اني ادعو كل مصر ان تتجاوز المرحلة الراهنة وان يكون الرجل المناسب في المكان المناسب وان يكون الولاء لمصر لا لافراد او جماعات.


مصر العزيزة وآلامها المتعددة - القدس العربي اللندنية - محمد صالح المسفر http://pixel.quantserve.com/pixel/p-89EKCgBk8MZdE.gif

No comments:

Post a Comment