Thursday, January 17, 2013

المرأة تحت «القبة الذهبية» جمعة لن تُنسى في ذاكرة السعوديين - الحياة اللندنية - الرياض

الرياض 

سيبقى الجمعة 11 كانون الثاني (يناير) يوماً لا ينسى في ذاكرة السعوديين، خصوصاً من الجنس الناعم، بعد أن عُيّنت 30 امرأة أعضاء في مجلس الشورى بموجب أمر ملكي من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. للمرة الأولى في تاريخ السعودية، تقفز المملكة قفزة كبيرة بين دول العالم، في ما يتعلق بتمكين المرأة وتمثيلها في المجالس البرلمانية. فبعدما كانت تحتل حتى الخميس الماضي المرتبة الـ184 في قائمة نسب تمثيل المرأة في البرلمانات، جنباً إلى جنب مع دول مثل ناورو وبالاو وفانواتو، قفزت الجمعة إلى المرتبة الـ80، متقدمة حتى الولايات المتحدة وروسيا وإرلندا والهند والبرازيل.

وأتاح قرار تعيين 30 امرأة في المجلس للمملكة أن تَثِب إلى صدارة دول مجلس التعاون الخليجي، وإلى المرتبة السادسة بين الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية لجهة النسبة المئوية للسيدات وعددهن في المجالس البرلمانية.

وأشارت صحف عربية وغربية إلى أن قرار تخصيص نسبة 20 في المئة للنساء في مجلس الشورى السعودي يأتي اتساقاً مع توجهات خادم الحرمين للإصلاح. وذكّرت بصفة خاصة بكلمة الملك عبدالله في أيلول (سبتمبر) 2012 التي أعلن فيها أن المرأة ستصبح عضواً في مجلس الشورى في دورته المقبلة (السادسة)، وأنها ستملك حق الترشّح والانتخاب في الانتخابات البلدية بحلول العام 2015.

ورصدت «الحياة» مفارقات «ناعمة» من خلال تصريحات أعضاء مجلس الشورى الجديدات اللواتي أجمعن على دعم قضايا المرأة، وتسخير جهودهن من أجل ذلك. وقالت العضو ثريا العريض لـ «الحياة» إن «وجود المرأة في مجلس الشورى يزيد نصيب القضايا المتعلقة بالمرأة التي ستطرح في المجلس».

وكانت نظرة أعضاء أخريات محايدة من ناحية دعم طرف على حساب آخر، بتشديدهن على عدم تغليب أحد الجنسين على الآخر في مشاريعهن وأطروحاتهن داخل المجلس، إذ قالت العضو فاطمة القرني: «لا أريد أن يتكرس في أذهان الناس أن السيدات في مجلس الشورى سيدخلن المجلس لتمثيل قضايا المرأة فحسب، لسبب بسيط جداً، وهو أن هناك لجاناً مختلفة، القضايا فيها متقاطعة بين الرجل والمرأة، وأطمع بأن أمثلها كلها».

وذهبت العضو لطيفة الشعلان المذهب نفسه بقولها: «مهمات السيدات أعضاء مجلس الشورى وواجباتهن لن تكون قاصرة على مواضيع المرأة بل ستكون شاملة، على اعتبار أن العضوية وما يتبعها من مهمات وواجبات غير محددة بجنس».

واتسم معظم التصريحات الأولية للسيدات أعضاء الشورى بـ«الحماسة» والتصميم على تحقيق تغيير إلى الأفضل، وإثبات وجودهن، كل بطريقتها. فظهرت ملامح ما يمكن وصفه بـ«رهبة البداية» لدى بعضهن، تولّدت من عدم معرفتهن آليات عمل المجلس كما قالت العريض التي اعتبرت أن عدم حضورها أي جلسة في مجلس الشورى السابق جعل كثيراً من المعلومات عن آلية عمل المجلس يغيب عنها.

في المقابل، فإن عدداً من أعضاء مجلس الشورى السابق والجديد أظهروا حماسة وترحيباً بالعنصر النسائي الذي انضم إلى المجلس. وقالوا إن وجود المرأة سيضفي أجواء جدية على كثير من النقاشات، خصوصاً ما يتعلق بقضايا الأسرة والمرأة والتعليم. وذكر بعضهم أن مشاركة المرأة في أشغال مجلس الشورى ستوفر أفكاراً جديدة تتعلق بأنظمة مقترحة وتوصيات حيوية في المجالات المختلفة.

في سياق متصل، تنوعت التخصصات العلمية والأدبية لسيدات الشورى، إذ دخلت المجلس سبع طبيبات، وثلاث متخصصات في اللغة، واثنتان في الإدارة، بينما حصلت أربع خبيرات في التربية والتطوير على مقاعد في المجلس، في حين كان لكل من الفيزياء والكيمياء والرياضيات مقعد، وكذلك للعلوم الشرعية، بينما هناك ثلاث أعضاء متخصصات في علم النفس، وأخريان في الخدمة الاجتماعية، وواحدة في التاريخ، ولعلوم الأحياء مقعدان.

وتستعد حوالى 30 امرأة سعودية لأداء القسم أمام الملك عبدالله بن عبدالعزيز قبل الجلوس على مقاعدهن تحت «القبة الذهبية».

وهناك سعوديات لا يعرفن شيئاً عن المجلس. سلمى (70 سنة) قالت: «ما هذا يا ابنتي؟»، مبررة جهلها بكبرها في السن. أم وسيم هي الأخرى لا تعلم عن مهمات المجلس شيئاً «سوى ما رأيته يوم الجمعة على القناة السعودية الأولى».

عيده (50 سنة)، ترعى ثماني بنات يتيمات، تقول: «ما أعرف مجلس الشورى، لا والله ما أعرفه أبداً».

 


المرأة تحت «القبة الذهبية» جمعة لن تُنسى في ذاكرة السعوديين - الحياة اللندنية - الرياض http://pixel.quantserve.com/pixel/p-89EKCgBk8MZdE.gif

No comments:

Post a Comment