Thursday, January 10, 2013

هاوس: شعبية الملك عبدالله كبيرة... ولا عنصرية حكومية ضد السعوديات - الحياة اللندنية - الرياض

Previous image Next image

/

مواضيع ذات صلة

الرياض – عضوان الأحمري

قالت الصحافية الأميركية كيرين هاوس، مؤلفة كتاب «عن السعودية… ناسها، الماضي، الدين، خطوط الخطأ، والمستقبل»، إن أصعب مهمة تواجه الحكومة السعودية هي التعامل مع التنوع الثقافي والاجتماعي للسكّان، لافتة إلى أن العنصرية السعودية تجاه المرأة، التي تتحدث عنها منظمات حقوق الإنسان وناشطون، ليست نابعة من الحكومة، بل من اختلاف في الآراء بين فئات الشعب نفسه، إزاء عمل المرأة وحقوقها.

وقالت هاوس في حوار مع «الحياة» إنها، خلال زياراتها كصحافية للمملكة، على مدى 30 سنة، سعت إلى فهم المجتمع السعودي بعمق، مشيرة إلى الجماهيرية التي يحظى بها الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وأكدت أن المعضلة الحقيقية في السعودية حالياً هي في كيفية احتوائها جيل الشباب الذي يمثل أكثر من 60 في المئة من المجتمع، لافتة إلى أن «المرأة السعودية تواجه تحديات في سوق العمل، على رغم أن 58 في المئة من متخرجي الجامعات السعودية نساء». وعزت السبب الذي يدفع الغربيين إلى تنميط السعوديين في صورة راكبي الجمال وساكني الخيام قرب آبار نفط، إلى عدم وجود «فيزا» سياحة للغربيين ليستطيعوا زيارة السعودية والتعرف عليها من قرب. كما لاحظت أن عدداً كبيراً من السعوديين لا يعرف مدن المملكة ومحافظاتها، ولا حجم التنوع الثقافي والاجتماعي في بلادهم، وأن أكثر من 80 في المئة من السعوديين يتركزون في ثلاث مدن رئيسة.

وإذ نسألها عن التشابه بين غالبية كتب الغربيين عن المملكة، إما في الشخصيات التي تُحاور أو المحاور، من نوع: الوهابية، المرأة، نظام الحكم… فهل انطلقت في كتابها من هذه الأفكار؟ تقول هاوس: «لا أستطيع الحكم على الآخرين، أتحدث عن كتابي. أنا زرت الجوف وأبها وجدّة وحائل، ومدناًَ سعودية كثيرة، ومن أجمل ما في السعودية التنوع الثقافي والاجتماعي. لكني لاحظت أن السعوديين لا يعرفون هذا التنوع. مثلاً، عشت مدة، خلال تأليف الكتاب، مع امرأة سعودية محافظة جداً، وكانت ضد جهود الحكومة لدعم عمل المرأة، خصوصاً في محال الملابس النسائية أو أدوات التجميل. تعتقد أن هذه الخطوات مجرد بداية لاختلاط الجنسين. لكني أيضاً التقيت نساء سعيدات بجهود المسؤولين لتوظيف المرأة، وأخريات يرين أن هذه حقوق ويردن المزيد من القرارات التي تصب في مصلحتهن».

فما الذي دفع هاوس إلى تأليف الكتاب عن السعودية؟ تجيب: «أنا أتردد على السعودية منذ العام 1979، بصفة مراسلة سياسية لصحيفة «وول ستريت جورنال». التقيت ولي العهد السعودي وزير الدفاع (الراحل) الأمير سلطان بن عبدالعزيز، ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، والأمير تركي الفيصل حينما كان رئيساً للاستخبارات السعودية، كما التقيت مسؤولين بعدما تقاعدت من العمل الصحافي في 2006. ثم قررت أن أفهم الناس. ما التغيير الذي يريدون؟ ولماذا؟ لم أسأل المواطنين عن آرائهم في قيادة المرأة للسيارة، بل ماذا تغير في حياة السعوديين؟ وكيف تختلف حياة الشباب مثلاً عن حياة آبائهم؟ كنت أقوم بعمل يشبه أن تفتح مدونة وتدعو الناس إلى الكتابة فيها. ثم كتبت عن التعليم والاقتصاد ودور الدين في المجتمع والقيادة السياسية»… فما الذي تغيّر في نظرك؟ تقول: «كانت السعودية في الثمانينات أكثر انفتاحاً منها الآن. في ذلك الوقت، كنت أذهب لتناول العشاء مع سعوديين وسعوديات في الوقت نفسه، من دون حاجز بينهم. منذ فترة تغير كل شيء. لا أتذكر الآن آخر مرة خرجت فيها مع سعوديين وسعوديات في شكل جماعي من دون فصل بين الرجل والمرأة، عدا في منازل بعض العائلات، وتكون الدعوة عائلية».

في بداية «الربيع العربي»، كان هناك من يراهن على انتقال الأحداث إلى السعودية بسرعة، لكن هذا لم يحدث، فكيف ترى هاوس ذلك؟ «إن غالبية من تحدثت إليهم، مع أخذ التنوع في الاعتبار، لم يعبروا عن رغبتهم في الديموقراطية أو في نظام ديموقراطي، كما يريده المواطن الأميركي مثلاً. كانت أحاديثهم ورغباتهم متعلقة بكلمة العدالة. يريدون قوانين وأنظمة واضحة، وبعضهم يريد أن تكون هناك رقابة صارمة ومكاشفة عن أموال الدولة وإيراداتها ونفقاتها، ولاحظت حب الشعب للملك عبدالله».

وتعليقاً على تقارير منظمات غربية، تصنف السعودية بأنها دولة تمارس تمييزاً ضد المرأة، تقول إن «الملك يدعم المرأة، أُعطيَت فرصاً في الوظائف، وأدخلت إلى مجلس الشورى. الممانعة ضد المرأة في السعودية ليست حكومية، وإنما من فئات مختلفة، بسبب التنوع في الثقافات والآراء. مثلاً، سألت 15 سيدة: من منكن ستقبل بالعمل في بيئة مختلطة مع الرجال؟ ولم تجب بالموافقة سوى سيدتين».

وعن رأيها في الإعلام الاجتماعي وعلاقته بالشباب والثقافة الدينية، تقول: «الشباب هم الغالبية في السعودية، لكن مع تدفق المعلومات عبر الإنترنت، فإن الحل الأمثل هو أن تعمل الحكومة على أن يتعامل هؤلاء مع حقائق لا إشاعات، من خلال توفير المعلومات وإيجاد سبل للتواصل مع الشباب».
 


هاوس: شعبية الملك عبدالله كبيرة... ولا عنصرية حكومية ضد السعوديات - الحياة اللندنية - الرياض http://pixel.quantserve.com/pixel/p-89EKCgBk8MZdE.gif

No comments:

Post a Comment