Saturday, January 19, 2013

المدرسة الفرنسية تسجل حضوراً لافتا في نهائيات كأس أمم أفريقيا 2013. -

 ستعرف نهائيات كأس أمم أفريقيا الـ 29 ارتفاع عدد المدربين الأجانب على حساب الأفارقة ، و هو عرف دأبت المنتخبات الأفريقية على اتباعه منذ الدورات الأولى و تبقى متمسكة به رغم أن  لغة الأرقام و الإنجازات تعطي للمدربين الوطنيين الأفضلية .


ديدا ميلود – إيلاف : ويعتبر الإنجاز الوطني غير المسبوق و الذي يصعب تكراره  هو الذي حققه المعلم حسن شحاتة مع المنتخب المصري بنيله ثلاث ألقاب متتالية و بدليل انهم توجوا بـ 14 لقباً و كانوا متفوقين على نظرائهم الأجانب لغاية الدورة الأخيرة التي أقيمت العام المنصرم بالغابون و غينيا الأستوائية حيث عدل الكفة الفرنسي هيري رونار بعدما قاد منتخب زامبيا لأول ألقابه ، كما منيت العديد من المنتخبات الأفريقية بإنتكاسات يستحيل نسيانها رغم أنها تعاقدت مع مدربين عالميين لعل أبرزها إنتكاسة المنتخب المغربي مع المدرب البلجيكي ايريك جيريتس ، و المنتخب النيجيري مع المدرب الألماني بيرتي فوغس، غير ان  عوامل أخرى غير فنية تفرض في الكثير من المواقف على الاتحادات الأفريقية الاستعانة بمن يعرفون في أفريقيا السوداء بالسحرة البيض  لعل أهم هذه العوامل هو قدرتهم على السيطرة على اللاعبين و فرض انضباط اكثر.

وستشهد دورة 2013 تواجد تسعة مدربين أجانب مقابل سبعة أفارقة فقط و هو نفس التوزيع الذي كان في بطولتي أنغولا 2010 و الغابون 2012 مع اختلاف طبعاً في الأسماء و في المدارس الكروية في ظل الاستراتيجية المنتهجة من قبل المنتخبات و القائمة على تغيير الأجهزة الفنية مع نهاية كل دورة ، و من أصل 16 مدربا نجد تسعة منهم سيشاركون للمرة الأولى في مشوارهم التدريبي في هذه التظارهة الكروية القارية بينما سبق للستة الأخرين أن عايشوا وقائعها  ، و من أصل 16 نجد مدربان فقط سبق لهما أن توجاً باللقب بينما البقية تبقى تحلم بتذوقه.

و لأسباب تاريخية و أخرى فنية تفرض المدرسة الفرنسية نفسها بقوة على الخريطة التقنية لهذه النهائيات  بوجود خمسة فنيين في حين تغيب المدرسة البرازيلية التي لا تلقى ترحيباً كبيراً في أفريقيا ، و من ضمن 14 مدرب أجنبي حصلوا على الكان نجد منهم أربعة فرنسيين و البقية من مدارس مختلفة .

ففي المجموعة الأولى يشترك المدربون الأربعة في افتقارهم للتجربة في مثل هذه البطولات بما أنهم يلعبونها لأول مرة ، و راهنت منتخبات هذه المجموعة على الربان المحلي بوجود ثلاثي محلي مقابل أجنبي واحد ، فمنتخب البافانا بافانا و بعدما قاده المدربون الأجانب الذين تداولوا على تدريبه في السنوات الأخيرة إلى الإفلاس  ، قرر إتحاده اللجوء إلى ابن الدار ممثلاً في اجيسوند غوردون المتالق محلياً و الآمال كلها معلقة عليه لاهداء الزعيم نيسلون مانديلا تاجاً أفريقيا ثانياً بعد الأول عام 1996 و الذي ناله الاولاد أيضاً تحت قيادة محلية.

المنتخب المغربي الذي ذاق الأمرين في الأعوام الاخيرة مع المدربين الأجانب حيث كان الجميع يرشحه للمنافسة على البطولة لكن فلسفتهم الخاطئة و سوء  توظيفهم للزاد البشري المتاح أمامهم و أعتمادهم على عناصر غير جاهزة جعل الأسود دائما تودع المسابقة من دورها الأول منذ عام 2004 عندما بلغوا النهائي تحت إشراف حارسهم الأسبق بادو زاكي بل انهم كانوا اقرب إلى الإقصاء منه إلى التاهل لهذه النهائيات بسبب المدرب الاجنبي قبل أن يتم ازاحته في لقاء الإياب من الدور الأخير للتصفيات ضد موزمبيق حيث تقرر إسناد المهمة لرشيد الطوسي الذي تمكن من تأهيل المنتخب إلى النهائيات و هو ما اعتبره الجميع في المغرب إنجازاً في حد ذاته لذلك سيخوض أول امتحان عسير في هذه البطولة لاثبات احقية المدرب المحلي في المغرب بتدريب المنتخب الأول ، و رغم أن الطوسي يخوض أول امتحان من هذا النوع إلا أن ذلك لا يمثل إشكالاً كبيراً بالنسبة له خاصة انه يعرف جيداً الادغال الأفريقية التي جالها مع الأندية التي دربها خصوصا الفتح الرباطي.

المنتخب الجديد على النهائيات الراس الأخضر سيظهر بوجه متناقض فمن جهة اللاعبين  يظغى على التعداد العناصر المحترفة و من جانب الطاقم الفني يقوده مدرب محلي هو انطوان نوسيو و هو كذلك يشارك للمرة الأولى ، و بالمقابل  وضع منتخب انغولا ثقته في مدرب أجنبي في سبيل الذهاب أبعد من الدور الثاني غير أن الإتحاد الانغولي فضل التعامل مع مدرسة أمريكا الجنوبية رغم أنها لم تحقق نتائج كبيرة في أفريقيا فتعاقد مع المدرب الاوغوياني فيران غسوتافو الذي سيكتشف أجواء البطولة .

و على عكس المجموعة الأولى فأننا نجد الثانية تعج بالاطر الأجنبية بمعدل ثلاثة مقابل واحد فقط  هو مدرب المنتخب الغاني ستفيان ابياه القائد الاسبق للنجوم للبلاك ستارز الذي خلف الصربي غوران ستيفانوفيتش و رغم أنه يشارك للمرة الأولى إلا أن ذلك لا يمثل عذراً مسبقا بل أن الإتحاد حدد التتويج باللقب كهدف رئيسي يجب تحقيقه بالنظر إلى مكانة اللاعبين و قيمتهم في القارة و غياب المنتخب عن منصات التتويج منذ العام 1982.

و فضلت مالي استمرار التعامل مع المدرسة الفرنسية فبعد إنسحاب الان جيراس الذي قاد المنتخب لبلوغ المربع الذهبي في العام 2012 انتدب الاتحاد مواطنه كارتيرون باتريس الذي يجهل واقع البطولة ، أما منتخب النيجر و في ثاني مشاركة له و على عكس الأولى السنة الماضية عندما أشرف على إدارته ثنائي محلي أجنبي ، أثر هذه المرة الاستنجاد بالمدرب الألماني روهر جارنوت الذي كان حاضراً في البطولة الماضية مع منتخب الغابون و أهله للدور الثاني ، و يبقى الأسم الأشهر  ليس في المجموعة الثانية فحسب بل في البطولة ككل هو مدرب منتخب الكونغو الديموقراطية الفرنسي كلود لوروا الخبير في كأس افريقيا بما أنه سبق له أن شارك مرات عديدة إذ تعود أول مشاركة له لدورة مصر عام 1986 عندما قاد الكاميرون لمركز الوصافة قبل أن يقوده للبطولة في الدورة الموالية بالمغرب 1988 و اخر مرة حضر البطولة كانت في غانا 2008 عندما كان مدربا لزملاء مايكل ايسيان و خرجوا من دور الاربعة و اليوم حاضراً بتجاربه المتراكمة على أمل ربط الحاضر بماضيه الثري لإستعادة مجده و مجد منتخب الكونغو الديموقراطية الذي يبقى الفريق المرشح لقلب الطاولة على كبار القارة، غير أن الأخبار الواردة حالياً تقول أن المدرب الفرنسي كلود لوروا قرر أن يستقيل من مهمته مع منتخب الكونغو الديمقراطية بسبب “سوء التنظيم”، وذلك قبل ساعات معدودة على إنطلاق كأس الأمم الأفريقية ،لكن المسؤولين في الاتحاد الكونغولي نفوا هذا الامر بعد ان ساد الغموض لساعات الاوساط الرياضية الرسمية..

و في الفوج الثالث نجد توازناً فنيجيريا و اثيوبيا يقودهما أحد ابنائهما بينما يشرف على زامبيا و بوركينافاسو أجنبيين ، فحامل اللقب منتخب الرصاصات النحاسية عمل المستحيل للحفاظ بمدربه الفرنسي هيرفي رنار رغم العروض التي توصل بها بعدما حقق إنجازه التاريخي في الدورة الأخيرة و يحضر المسابقة للمرة الثالثة على التوالي كمدرب رئيسي بعدما كانت الأولى عام 2008 كمساعد لمواطنه لوروا مع غانا.

و يقود منتخب بوركينافاسو البلجيكي بول بوت للمرة الأولى في مسيرته التدريبية خلفا للبرتغالي باولو دوارتي.

و على غرار المغرب فضلت نيجيريا تغيير سياستها بالاعتماد على مدرب محلي خاصة من جيلها الذهبي لعشرية الثمانينات و التسعينات الذي منحها توهجا قارياً و عالمياً  ، لذلك تعاقد الاتحاد مع قائد و مدافع النسور الخضر ستيفان كيشي الذي عايش مناخ هذه المنافسة و يعرفها اتم المعرفة سواء كلاعب حيث سبق له ان توج بها عام 1994 بتونس و بلغ النهائي عامي 1984 و 1988 ، أو كمدرب حيث قاد منتخب التوغو للنهائيات في أولى تجاربه مع المنتخبات.

أما المنتخب الاثيوبي العائد فيبدو أنه يراهن على كل ما محلي سواء من اللاعبين أو المدرب بيشاو ساونت المتواضع و المجهول على الساحة الأفريقية.

و في المجموعة الرابعة نجد ثلاثي أجنبي يتكون من البوسني وحيد خليلوزيدش على رأس المنتخب الجزائري و يشارك في البطولة للمرة الثانية بعدما كانت الأولى عام 2010 مع منتخب ساحل العاج و وقتها تسبب الخضر في إقالته ، ثم نجد الفرنسي ذو الأصل التونسي صبري العموشي على رأس الجهاز التقني لساحل العاج في أول تجربة له مع المنتخبات و مواطنه  ديديي سيكس مدافع المنتخب الفرنسي في مونديال إسبانيا 1982 على رأس العارضة الفنية لمنتخب الطوغو  في اول تجربة له من هذا النوع ، بينما سيقود المنتخب التونسي احد ابنائه هو سامي الطرابلسي الذ يشرف عليه منذ العام 2011.


– رياضة


المدرسة الفرنسية تسجل حضوراً لافتا في نهائيات كأس أمم أفريقيا 2013. - http://pixel.quantserve.com/pixel/p-89EKCgBk8MZdE.gif

No comments:

Post a Comment