Tuesday, January 15, 2013

منطقة الشيخ نجار الصناعية في حلب تحوّلت إلى مأوى للنازحين

أقفلت معظم المصانع في منطقة الشيخ نجار الصناعية الضخمة في ضواحي حلب التي لم تصل اليها المعارك، لكنها تستقبل نحو الف نازح فروا من الحرب التي تجتاح ثاني المدن السورية منذ ستة اشهر.

وكانت هذه المنطقة افتتحت قبل خمس سنوات وترمز الى نجاح حلب، الرئة الاقتصادية لسورية قبل ان تغرق في الحرب في صيف 2012.

خلال الأسابيع الأولى من النزاع في حلب، قصفت مدفعية النظام هذه المنطقة ببضع قذائف، الا ان «رجال الأعمال توصلوا الى اتفاق مع النظام لتحييد مصانعهم»، بحسب ما يقول رأفت، وهو مسؤول اعلامي يعمل مع مجموعات مقاتلة معارضة تتولى ادارة المنطقة حاليا.

وأوضح ان رجال الاعمال «طلبوا ايضا من المسلحين اخلاء المنطقة لتجنيبها المعارك، وهذا ما حصل»، مشيرا الى ان الشيخ نجار هي المنطقة الصناعية «الأكبر والاهم في سورية».

ويقدر رأفت ان المنطقة الصناعية تعمل حاليا «20% من طاقتها فقط»، مشيرا الى ان السبب الرئيسي الذي يحول دون عودتها الى العمل بشكل كامل هو نقص التيار الكهربائي.

ويقول محمد علاوي انه اضطر الى اقفال مصنعه للأقمشة لمدة اشهر بسبب المعارك، مضيفا «أعدت فتحه قبل أسابيع. احتاج الى المال لأعيل عائلتي».

وأعيد فتح مصنع الحلوى الذي يعمل فيه منير الهسام في نوفمبر.

الا ان المواد الأولية التي يحتاجها في التصنيع لاسيما السكر البرازيلي والطحين الماليزي، لا تصل الى حلب.

ويقول الهسام، وهو مدير انتاج في المعمل، «اذا استمر الوضع على حاله، فسنكون مضطرين الى الاقفال بشكل نهائي».

ويشير الى ان «آلاف العمال فقدوا عملهم بسبب الحرب»، موضحا ان هذه المنطقة «كانت المحرك الاقتصادي لسورية وأحد ابرز مصادر الدخل في حلب».

ويقول رأفت ان بعض مسؤولي المجموعات المقاتلة المعارضة «حاولوا حث أصحاب المصانع على اعادة فتحها، الا ان غالبيتهم فروا» من المنطقة.

ويؤكد ان سبب ابقاء البعض على مصانعهم مقفلة يعود الى انهم كانوا «على علاقة طيبة بالنظام ويخشون حصول اعمال انتقامية ضدهم».

وفيما يقول سكان في حلب ان بعض المقاتلين المعارضين يستوفون «خوات» من اصحاب الأعمال، يؤكد رأفت ان «الثوار لا يفرضون اي ضريبة» على اصحاب المصانع في منطقة الشيخ نجار. ورغم ان المنطقة شبه متوقفة صناعيا، الا انها تدب بالحياة بعد ان احتلت مئات العائلات من النازحين من المعارك المستودعات وأبنية المصانع.

وقد استقر محمد الكردي القادم من حي مساكن هنانو في مدينة حلب مع عائلته في مصنع كان يعمل فيه قبل الحرب.

ويقول «طلبت من صاحب المصنع الاذن بالإقامة هنا، ووافق… شرط ان أتولى حراسة المكان».

ويبيع النازحون سلعا متنوعة في كل زاوية طريق: ملابس وخضار وأدوية تنظيف وحتى البنزين. ويقول أبوحسين الذي يقيم مع عائلته في مصنع نصفه مدمر ان «نحو 700 عائلة» لجأت الى المنطقة الصناعية منذ بدء المعارك في حلب في يوليو الماضي.

في الملجأ الذي وجده أبوحسين، يوجد ثلاثون شخصا ينتمون الى ثلاث عائلات.

ويقول «لا يوجد ماء ولا كهرباء ولا تدفئة، ولا اي شيء… والبرد قارس في الخارج».

ويتابع أبوحسين «نشعل البلاستيك والخشب وكل ما نجده من حولنا للتدفئة».

الا انه يضيف «على الأقل، نحن سالمون، وبعيدون عن الحرب».





- اخبار -


منطقة الشيخ نجار الصناعية في حلب تحوّلت إلى مأوى للنازحين http://pixel.quantserve.com/pixel/p-89EKCgBk8MZdE.gif

No comments:

Post a Comment