Saturday, December 1, 2012

الحقبة النازية على الشاشات: حكاية لا تنتهي


مشهد من فيلم “لورا” للمخرجة كايت شورتلاند

دوتشيه فيليه

الأفلام التي تتناول الحقبة النازية لها شعبية في ألمانيا، ففي التلفزيون كما في السينما لا يمر أسبوع دون عرض فيلم يتناول هذه الحقبة الممتدة بين 1933 و1945.. وتشكل هذه الأفلام دروسا من الماضي خاصة للأجيال الجديدة.

من عايشوا الأحداث التاريخية التي شهدتها هذه السنوات ، في طريقهم إلى الزوال.. لكن أطفالهم وأحفادهم لا يزالون على قيد الحياة، شاهدين على مرحلة مهمة من التاريخ الألماني.. تجاربهم وقصصهم أصبحت مادة خصبة لكتّاب ومخرجي الدراما الألمانية، خاصة قصص أطفال النازيين وأطفال الضحايا اليهود.

يحكي فيلم “لورا” للمخرجة كايت شورتلاند قصة فتاة تبلغ من العمر 15 سنة حاولت أن تنعتق بعد الحرب العالمية الثانية من تصور والدتها التي كانت تابعة للفكر النازي .. الفيلم تم إنتاجه بتعاون فريق دولي.

أما فيلم ” الصديق الألماني” فتتناول المخرجة جينينا ميرأبفل علاقة صعبة جمعت بين ابنة أسرة يهودية مهاجرة في الأرجنتين وابن أحد النازيين الهاربين في الأرجنتين.

هل ستعرف الأفلام التي تتناول المرحلة النازية والهولوكوست نهاية؟ السؤال يمكن الإجابة عنه بـ “لا” ، وهناك سبب لذلك.. أولا هناك الكثير من الحكايات التي من الممكن حكيها، وتقول المتخصصة في السينما سونيا شولتس:”صحيح أن الجيل المعني بتلك الأحداث في طريقه إلى الزوال، لكن أطفالهم وأحفادهم لا”.. وتتابع ” هذه الأفلام تركز على سؤال ما الذي عايشه جدي؟”.

إضافة إلى ذلك يتزايد جيل جديد من المخرجين المنشغلين بهذا الموضوع ويتناولونه مستخدمين تقنيات جمالية حديثة.

 حددت شولتس من خلال دراساتها موجات مختلفة تناولت الموضوع.. فمباشرة بعد الحرب تناول ضحايا العهد النازي هذه المرحلة في أفلامهم .. عشر سنوات بعد ذلك ظهر ما يسمى ب”السينما النضالية”، حيث حاول مخرجو هذه الأفلام الضغط لإطلاق سراح الجنود ذوي الرتب الصغيرة، باعتبارهم ضحايا أيضا، وذلك تحت شعار” الجيش الألماني بريء

السلسة الأمريكية “هولوكوست”  وفيلم “لائحة شيندلر”  أضفت على الأفلام بعدا عاطفيا، الفظاعات والقسوة التي أظهرها المخرج سبيلبرج في عمله زادت من الجرعة العاطفية “كما تشرح شولتس”.. الأشكال الميلودرامية أصبحت ممكنة حتى في السينما والتلفزيون الألمانيين، فمن قبل لم يكن من المعتاد رؤية هذه الأعمال النقدية في بلد الجناة أنفسهم.. بل أصبح من الممكن تناول الموضوع بطريقة كوميدية كما هو الحال مع الفيلم الساخر عن هتلر الذي ظهر سنة 2007 بعنوان “زعيمي” للمخرج داني ليفي.

وفيما يخص الأفلام التي تناولت الحقبة النازية أسست هوليود تيارا خاصا بها، نستحضر على سبيل المثال أفلام: “إنغلوريوس بييزتيردس” لكوينتين تارانتينو أو “فالكري” لتوم كروز، وهما الفيلمين اللذين شكلا نموذجا لأفلام المدرسة الهوليودية، والتي صورت أغلبها في ألمانيا.


الحقبة النازية على الشاشات: حكاية لا تنتهي http://shorouknews.com/uploadedimages/Sections/ART/Cinema/original/Laura-film.jpg

No comments:

Post a Comment