درس من أبيدال!
عزالدين ميهوبي
السبت ٢٩ ديسمبر ٢٠١٢
في شباط (فبراير) 1999 ودع العالم الملك حسين بن طلال، وكان ملامح الرجل أنذاك توحي بأنه يعاني من مرض عضال، لم يتردد الملك في مصارحة شعبه بأنه يعاني من سرطان الغدد اللمفاوية، وبعد أعوام خرج على البرازيليين رئيسهم النقابي لولا داسيلفا ليقول لهم «لا تتفاجأوا إذا رأيتموني أصلع من دون لحية، فذلك لأنني سأشرع في العلاج الكيمياوي للقضاء على السرطان الذي أعاني منه، وترك الكرسي لخليفته ديما روسيف العاشقة هي الأخرى للكرة ولرقصة السامبا، ولم ينتظر هيغو شافيز طويلاً ليخطبَ في شعبه ويقول لهم إذا رأيتموني أزداد انتفاخاً فذاك لأنني مصاب بالمرض الخبيث، وأنني أقضي وقتاً ممتعاً في مصحة الرفيق كاسترو، وهي المكاشفات التي انتقلت إلى عالم الكرة.
كان الناس يتابعون بشغف كبير أداء برشلونة الرائع، ويصبح أبعد الناس عن هذه اللعبة أكثر ارتباطاً بها، فأمثال ميسي وأنييستا وتشافي الذين يبدعون في اللعبة السابعة لا يختلفون عن توم كروز وبروس ويليس وويل سميث الذين يبدعون في الفن السابع، والفرق الكبرى كالدول تمر بمحن وامتحانات، فهذا النادي الكاتالوني يعلن قبل عامين أن نجمه إريك أبيدال سيخضع لجراحة صعبة لاستئصال ورم في الكبد، وصلى الناس في كل مكان لهذا الأسمر الهادئ والمتواضع، ليس ليعود إلى الملاعب، ولكن ليعود إلى بيته وعائلته الصغيرة، وعاد أبيدال إلى ناديه المفضل سندًا لرفاقه الذين كانوا كلما حققوا فوزاً رفعوه إليه محبة وتبجيلاً له، وعاد مرة أخرى إلى التدريبات بعد أن تلقى الضوء من الأطباء، فزادت سعادة محبيه، وفي اليوم الذي حمل فيه حقيبته ليلتحق بأصحابه، ويكون الحدث سعيداً، وقفوا محلقين حول مدربهم تيتوا الذي قال لهم مرحباً بأبيدال العائد من مرض عضال، كلنا سعداء بهذه العودة الميمونة، لكنني سأكون في غاية الأسف لأقول لكم إن السرطان عاودني وسأغيب عنكم لإجراء الجراحة، ومثل أبيدال سأقاوم حتى أعود إليكم مرة أخرى.
شعر اللاعبون بعرق بارد، ونظروا في عيون بعضهم البعض، تملأ الحيرة نفوسهم، فشدوا على يد العائد، وشدوا على يدي، الذي سيغيب أياماً.
كان الامتحان كبيراً لهذا النادي الكبير. وعندما استضافت قناة كاتالونية إريك أبيدال راح يكلم الجمهور بلغة أبكت الجميع، فقد تحدث عن مرضه ومعاناته وصبره ومقاومته وشجاعته وإيمانه بالله في العودة من جديدة، ثم قال «إنني أفعل هذا لي ولتيتو».
وأضاف: «إنّني أشعر بتيتو في هذه اللحظة، وكيف يفكر، مثلما يشعر هو بي في ذات اللحظة، إنننا مررنا بامتحان متشابه، لهذا مشاعرنا تختلف عن كثير من النّاس».
وقال كبير البارشا بويول: «نجن نعرف بأن ما مر به أبيدال وعودته ستدفع فيلانوفا إلى أن يأخذه كمثل في مثل هذه الظروف». وقال أبيدال: «لقد واجهت لأشهر عدة مرضاً خبيثاً، وها أنذا أعود، وإذا عاد إلى جسمي سأقاومه وأعود، هي هكذا الحياة مقاومة مستمرة».
إن شخصيتي أبيدال وكذلك فيلانوفا تمثلان نموذجاً للبساطة والتواضع، وتدفعان إلى التعاطف والمؤازرة، وعندما نسمع ونقرأ كلاماً فيه من الإرادة ما يكسر الصخر، يزيد احترامنا للإنسان قبل الرياضي المبدع.
كان الناس يتابعون بشغف كبير أداء برشلونة الرائع، ويصبح أبعد الناس عن هذه اللعبة أكثر ارتباطاً بها، فأمثال ميسي وأنييستا وتشافي الذين يبدعون في اللعبة السابعة لا يختلفون عن توم كروز وبروس ويليس وويل سميث الذين يبدعون في الفن السابع، والفرق الكبرى كالدول تمر بمحن وامتحانات، فهذا النادي الكاتالوني يعلن قبل عامين أن نجمه إريك أبيدال سيخضع لجراحة صعبة لاستئصال ورم في الكبد، وصلى الناس في كل مكان لهذا الأسمر الهادئ والمتواضع، ليس ليعود إلى الملاعب، ولكن ليعود إلى بيته وعائلته الصغيرة، وعاد أبيدال إلى ناديه المفضل سندًا لرفاقه الذين كانوا كلما حققوا فوزاً رفعوه إليه محبة وتبجيلاً له، وعاد مرة أخرى إلى التدريبات بعد أن تلقى الضوء من الأطباء، فزادت سعادة محبيه، وفي اليوم الذي حمل فيه حقيبته ليلتحق بأصحابه، ويكون الحدث سعيداً، وقفوا محلقين حول مدربهم تيتوا الذي قال لهم مرحباً بأبيدال العائد من مرض عضال، كلنا سعداء بهذه العودة الميمونة، لكنني سأكون في غاية الأسف لأقول لكم إن السرطان عاودني وسأغيب عنكم لإجراء الجراحة، ومثل أبيدال سأقاوم حتى أعود إليكم مرة أخرى.
شعر اللاعبون بعرق بارد، ونظروا في عيون بعضهم البعض، تملأ الحيرة نفوسهم، فشدوا على يد العائد، وشدوا على يدي، الذي سيغيب أياماً.
كان الامتحان كبيراً لهذا النادي الكبير. وعندما استضافت قناة كاتالونية إريك أبيدال راح يكلم الجمهور بلغة أبكت الجميع، فقد تحدث عن مرضه ومعاناته وصبره ومقاومته وشجاعته وإيمانه بالله في العودة من جديدة، ثم قال «إنني أفعل هذا لي ولتيتو».
وأضاف: «إنّني أشعر بتيتو في هذه اللحظة، وكيف يفكر، مثلما يشعر هو بي في ذات اللحظة، إنننا مررنا بامتحان متشابه، لهذا مشاعرنا تختلف عن كثير من النّاس».
وقال كبير البارشا بويول: «نجن نعرف بأن ما مر به أبيدال وعودته ستدفع فيلانوفا إلى أن يأخذه كمثل في مثل هذه الظروف». وقال أبيدال: «لقد واجهت لأشهر عدة مرضاً خبيثاً، وها أنذا أعود، وإذا عاد إلى جسمي سأقاومه وأعود، هي هكذا الحياة مقاومة مستمرة».
إن شخصيتي أبيدال وكذلك فيلانوفا تمثلان نموذجاً للبساطة والتواضع، وتدفعان إلى التعاطف والمؤازرة، وعندما نسمع ونقرأ كلاماً فيه من الإرادة ما يكسر الصخر، يزيد احترامنا للإنسان قبل الرياضي المبدع.
mihoubimail@gmail.com
درس من أبيدال! http://pixel.quantserve.com/pixel/p-89EKCgBk8MZdE.gif
No comments:
Post a Comment