كل ما يحصل في المنطقة العربية ينعكس في لبنان سلباً أو إيجاباً، لبنان هو “باروميتر” المنطقة وهو صندوق البريد الذي يرسل كل الأطراف رسائلهم من خلاله.. هذا طبعاً بحكم تركيبته البشرية وموقعه الجغرافي وحيوية أهله وتفاعلهم مع المستجدات.
وعليه فعندما تشعر أن اللعبة انتهت في لبنان فهذا يعني أن اللعبة انتهت في المنطقة. المؤشرات القادمة من سوريا مباشرة عبر القادمين إلى لبنان وليس عبر وسائل الإعلام تفيد أن المقربين من النظام السوري هم الذين يهربون الآن من سوريا ويهربون عائلاتهم وأموالهم. ولم يعد الخروج من سوريا مقتصراً على المعارضين كما كان في البداية، بل على العكس تجد أن الخارجين على النظام يعودون إلى مناطق كثيرة في سوريا على مستوى الأفراد وليس العائلات، لكنهم يعودون كما عادت قيادة المعارضة العسكرية إلى شمال سوريا لأن لهم دوراً في المعركة هناك. هذه المؤشرات يلمسها المواطن اللبناني وتلمسها قيادة الأحزاب السياسية من كل الأطراف، وعليه فإن الجميع يتحضر لما بعد سقوط نظام آل الأسد.
المقاومة والممانعة في لبنان تلوذ بالصمت، بصمت عميق، فحاجز الخوف منها قد انكسر وصار بإمكان أيَّ كان توجيه النقد لحزب الله ولرمزه حسن نصر الله، دون خوف أو وجل.
وقد وصل بعضهم إلى حد كيل الاتهامات لحسن نصر الله وتخوينه، والدعوى إلى وضع حد لمواقفه وتصرفاته الداعمة للنظام السوري بالرجال والعتاد.. أما الحزب الذي كان يصول ويجول في وسائل الإعلام اللبنانية، يلوذ اليوم بالصمت رغم إطلالات أمينه العام الموسمية.
نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٣٦٠) صفحة (١٣) بتاريخ (٢٨-١١-٢٠١٢)
-سياسة – اخبار
انتهت اللعبة في لبنان http://pixel.quantserve.com/pixel/p-89EKCgBk8MZdE.gif
No comments:
Post a Comment