Wednesday, January 2, 2013

العملات المحلية تشق طريقها في المجتمع البرازيلي

يمتلك هيرالدو رودريغيز، البالغ من العمر 55 عاما، متجرا صغيرا في حي ساو بينيديتو، أحد أفقر الاحياء في فيكتوريا عاصمة ولاية ايسبيرتو سانتو البرازيلية.

ويلمح الزائر للمتجر على جدار خلف طاولة البيع لافتة تشير الى قبول التعامل بعملة “بيم”، عملة بديلة من بنك التنمية المحلي، (بانكو بيم).

تأسس البنك عام 2005على يد رابطة الخياطات التي قررت منح قروض من أرباحها إلى مجموعة من صانعي الأثاث حتى يتمكنوا من إطلاق مشاريعهم.

وهناك نحو مائة بنك لتمويل المشروعات الصغيرة المماثلة في البرازيل الى جانب العديد من مبادرات المقايضة التي تستخدم عملات محلية. وتهدف البنوك الى تعزيز مبادئ “الاقتصاد التضامني” الذي، بحسب وجهة نظرهم، أكثر عدلا واستدامة مقارنة بنموذج الرأسمالية السائد.

ويمكن زبائن هذه البنوك الدفع بأوراق نقد ملونة، على سبيل المثال، يطلق عليها (النخل) و (الكستناء) و (عباد الشمس) و (القبلات).

وحتى حي سيداد دي ديوس، وهو أحد الاحياء الفقيرة في مدينة ريو دي جانيرو الذي اشتهر من خلال فيلم بعنوان (مدينة الله) الذي أخرجه فرناندو ميريليس، له عملته الخاصة وهي (سي دي دي).

وكذلك الوضع في ساو بينيدتو، اذ يقول السكان ان الحياة تحسنت في السنوات الاخيرة بفضل السياسات الاجتماعية لحكومة الرئيس السابق لويز اناسيو لولا دا سيلفا وخليفته ديلما روسيف، وايضا بفضل المشروعات المحلية مثل (بانكو بيم).

وقال رودريغيز دا سيلفا، وهو عامل بناء سابق، انه “من خلال (بانكو بيم) بدأوا تشجيعي ومساعدتي ودعمي.”

فقد حصل على قرضين من البنك، الاول لبناء متجر والثاني لتوسيعه.

واضاف “حققت التجارة نموا كبيرا في الاونة الاخيرة، واصبح الكثيرون يأتون لانفاق اموالهم هنا.”

الدفع محليا

أطلق (بانكو بيم) نشاطه مستلهما الفكرة من (بانكو بامس)، اول البنوك الشعبية في البرازيل الذي تأسس قبل 15 عاما في مدينة فورتاليزا في اقصى شمال البلاد.

وقالت ليونورا مول، مديرة (بانكو بيم)، وهو طبيبة نفسية لها تاريخ طويل في العمل الاجتماعي، لبي بي سي “هدف اصدار عملة اجتماعية هو تشجيع المواطنين على استخدام العملة داخل مجتمعهم والاسهام في تنمية الاقتصاد المحلي.”

واضافت “نظام الاقراض لدينا واضح للغاية، يحدد الجيران من ينبغي حصوله على القرض. نسألهم سؤال بسيط: ان كانت هذه الاموال ملكا لك فهل ستقرضها لهذا الشخص؟”

ويقوم البنك حاليا بتشجيع تجار التجزئة الصغار على التعاون فيما بينهم ليتمكنوا من التفاوض بشكل افضل مع الموردين الكبار والمراكز التجارية.

كما يساعد (بانكو بيم) في تحويل المناطق التي تستخدم كمكبات للقمامة الى مساحات اجتماعية جذابة، مثل الحدائق والمسارح المفتوحة.

وعلى الجانب الاخر في فيكتوريا، وبالتحديد في فيلا فيلها، اعلن بنك شعبي اخر الحرب على القمامة، وهو (بانكو فيرد فيدا) او بنك الحياة الخضراء.

فالبنك يقبل عملة (مودا فيرد) – العملة الخضراء- مقابل مواد يمكن اعادة تدويرها، مثل الزجاجات البلاستيكية والعلب وزيت الطعام المستخدم.

ويتدفق المواطنون، معظمهم من السيدات، مرتين في الاسبوع يحملون على عربات يد الكثير من مهملات التي جمعوها في المنطقة.

وهناك الى جوار مدخل البنك متجر صغير يمكن للمواطنين استخدام عملاتهم الخضراء لشراء السلع الغذائية او المنظفات باسعار مخفضة.

وقال خواو مانويل ريبيرو دوس سانتوس، وهو ايضا عامل بناء سابق “بدأنا عندما ادركنا انه لابد ان نفعل شيئا قبل ان تدمر القمامة بيئتنا، لدينا نهر اريبيري، يستخدمه الناس في صيد الاسماك – لدرجة انه بامكانك ان ترى الاسماك من الجسر – والاطفال يسبحون.”

ثقة شعبية

تحظى البنوك الشعبية في البرازيل الان على دعم الحكومة، ومعظمهم من خلال الامانة الوطنية للاقتصاد التضامني (سيناس) في وزارة العمل والبطالة.

وقال ريبيرو دوس سانتوس “البنك المركزي دأب على الاحتفاظ باحتياطيات من عملاتنا الاجتماعية فضلا عن اعترافه باهمية عملنا وقبولها، ويرجع الفضل في ذلك الى حد ما الى (سيناس) الذي اسسه الرئيس السابق لولا.”

وقال “تلاشى شعورنا بالخوف من التفاوض مع الحكومة. فالوضع من قبل كان يمنع من مفاتحة السلطات المحلية في الامر، ناهيك عن البنك المركزي.”

واضاف “حصلنا على ثقة بشأن ما يمكننا ان نفعله بالقليل من الموارد والكثير من النوايا الحسنة تدريجيا.”

وتقول مول ان احد أهم الخطوات التالية هو تبني نظام عام لاحد عشر بنكا شعبيا في ايسبيرتو سانتو بغية تكوين فكرة افضل بشأن السبل المختلفة التي تنفق من خلالها اموالهم.

واضافت ان ثمة امالا تنعقد على “عدم احتياج الناس خلال سنوات الى عملاتنا البديلة، حيث سيشتري معظم الناس محليا وسيساعدون مجتمعاتهم على النمو.”


-اقتصاد واعمال – الاخبارية


العملات المحلية تشق طريقها في المجتمع البرازيلي http://pixel.quantserve.com/pixel/p-89EKCgBk8MZdE.gif

No comments:

Post a Comment