Saturday, January 19, 2013

غوارديولا .. لن ينجح

غوارديولا .. لن ينجح

عزالدين ميهوبي

السبت ١٩ يناير ٢٠١٣

على الألمان ألا يفرحوا كثيراً لمقدم بيب غوارديولا، وألا يحملوه عبء مسؤولية تبدو هينة في برشلونة، شأنهم في ذلك شأن ريكارد الذي جيء به لتدريب الأخضر السعودي فأوقع الجميع في ندامة الكسعي كما يقال، إذ إن شروط نجاح المدرب في برشلونة جاهزة منذ البداية، وليس أدل على ذلك من أن فيلانوفا يحقق أرقاماً قياسية في الفوز بالمباريات.. فالمسألة مقرونة بوجود لاعبين موهوبين ربما لن يكونوا بحاجة إلى مدرب، وإنما لمنسق عمليات فنية! فاللاعبون خرجوا من معطف لاماسيا، وهو مع مرور الوقت عبارة عن «جمع مفرد»، وهو ما لا تتحصل عليه أنديّة أخرى ومنها البايرن الألماني الذي يعتقد أن غوارديولا سيأتي بعصا سحرية، يضربُ بها الأرض ثلاث مرات، فيشاهد الألمان برشلونة أخرى تبهر الجماهير، إسبانية الروح، ألمانية المنشأ، عالمية الشهرة..

إن حال الفرح التي عمّت الشارع الألماني بعد الإعلان عن التعاقد مع غوارديولا، تكشف عن فشل المدربين الألمان في تحقيق المتعة التي صارت تفرضها كرة القدم الحديثة، وليس اللعب من أجل الفوز فقط (..) وهي رسالة موجّهة لجواكيم لوف مدرب المانشافت، الذي لم يقدر على مجاراة النسق الإسباني بقيادة دي لبوسكي وأرغونيس وغيرهم من كبار التدريب الإسباني الذين أخذوا الوصفة الهولندية التي أنشأها الروماني كوفاكس أول مرة مع أياكس، وانتقلت إلى برشلونة مع كرويف، ضمن رؤية الكرة الشاملة، وتمّ تطعيم ذلك بالمهارات الأميركولاتينية، حيث الفرديات الأرجنتينية والبرازيلية وغيرها، لا تقتضي سوى من يحسن توظيفها على المستطيل الأخضر.. ولهذا فإن هذه الخلطة أنتجت كرة عالية المستوى، في لاروخا وبرشلونة وأتلتيكو ومالغا..

كان على الألمان أن يبدأوا أولاً بجلب مستشارين هولنديين، وهم جيرانهم، ويعيدون النظر في أساليبهم الكروية الجافة، وتفكيك الخطط العسكرية التي دأبوا على تطبيقها في أنديتهم.. وكأنهم لا يخرجون من منطق الحرب، فالفرح بقدوم غوارديولا يعني فشل الألمان في تجديد روحهم الكروية.. ولهذا فإنني لا أبدو متفائلاً كثيراً بنجاح بيب إلا في حال واحدة، وهي أن يتخلص من التصلب الألماني ليحل محله المرونة الإسبانية، وأن يأتي بلاعبين يقلبون الطاولة على المناهج الكرويّة الجامدة، فهو مطالبٌ، إذا أراد النجاح، أن يقوم بانقلاب أبيض على طغمة كروية رافضة للإصلاح.

وإذا كانت الألسن تتحدث عن أسماء مرشحة للعب في الموسم القادم في البايرن أمثال ألكنتارا وسواريس ونيمار وغيرهم من ذوي الأسلوب الجذاب، فهذا يدل على أن الخيارات التي سيأخذها غوارديولا في بداية التغيير، تكشف أن الحل في تغيير البنية البشرية للنادي، وعلى الألمان أن يقبلوا بالأمر الواقع، مثلما فعلوا في منتخبهم الذي يضم 11 جنسية، وأن أسلوب مورينيو في تشكيل فريق متعدد الجنسيات كما فعل في الإنتر، هو الطريقة التي تضمن مساحة من النجاح.. لأن اعتماد أسلوب «اللاعب المواطن» لم يعد له مكان في اللغة الكروية الاحترافية.. ومع ذلك نأمل بأن يحقق غوارديولا النجاح.. لتنشأ أقطاب كروية كبرى.

mihoubimail@gmail.com


غوارديولا .. لن ينجح http://pixel.quantserve.com/pixel/p-89EKCgBk8MZdE.gif

No comments:

Post a Comment