Sunday, January 6, 2013

عفاف راضي: لم أعتزل وقد أعود بألبوم للأطفال تأثراً بحادث أسيوط - أحمد عدلي

  • لم تعتزل وقد تعود بألبوم للأطفال تأثراً بحادث أسيوط

Previous image Next image

/

مواضيع ذات صلة

القاهرة: مع نهاية الستينات من القرن الماضي جاءت الفنانة عفاف راضي من مسقط رأسها بمدينة المحلة الكبرى للقاهرة حالمة بإحتراف الغناء، لتبدأ رحلتها في عالم الشهرة. عن مسيرتها الفنية الحافلة، وسبب إبتعادها عن الساحة في السنوات الأخيرة بشكل إعتقد معه البعض أنها قد إعتزلت الفن كان الحديث مع عفاف وإلى التفاصيل:


*كيف جاء إحترافك لمجال الغناء؟
**صوتي كان جميلاً منذ الصغر وإشتركت في كورال المدرسة، وساعدتني أسرتي على تنمية موهبتي في الغناء، فقدمت من المحلة إلى القاهرة حيث التحقت بمعهد الكونسرفتوار ودرست الموسيقى وحصلت على تقدير امتياز عن دراستي، وبدأت بعدها في استكمال الدراسة وحصلت على الماجستير والدكتوراه، إلى جانب عملي كمذيعة لبرامج الاطفال حيث توجهت للتليفزيون المصري وأجريت إختبار المذيعات وقتها ونجحت في إجتيازه وبدأت كمقدمة لبرامج الاطفال.
*هل ساندتك الصحافة في بداية مشوارك الفني؟
**الصحافة الفنية حينها تختلف بشكل كامل عن الصحافة الفنية الموجودة حالياً، حيث كانت في الماضي تركز على أصحاب المواهب الحقيقية وتتابع مسيرتهم، والنقد الموسيقي كان بناءً بالنسبة للفنان، ويتناول تفاصيل الموسيقى الحقيقة ولم يكن له أهداف اخرى، كما أن من لا يملكون الموهبة لم تكن أخبارهم موجودة من الأساس بالصحافة على عكس ما يحدث الآن، لا نرى سوى الجمال معياراً وحيداً.
*من أكثر من إقتنع بموهبتك الغنائية في بدايتك؟
**الملحن الكبير بليغ حمدي حيث قدمت معه عدداً كبيراً من الأغاني المميزة، وحزنت كثيراً لما تعرض له لاحقاً في حياته وكنت على تواصل دائم معه حتى الفترة الاخيرة في حياته، فهو من الشخصيات التي أثرت في شخصيتي بشدة والتقيت به مصادفة عند أحد الاصدقاء المشتركين وعندما إستمع لصوتي توقع لي مستقبلاً كبيراً، وإتفقنا خلال هذا اللقاء على أن نتعاون سوية، وبالفعل قدمنا بعدها بوقت قصير أغنية “ردوا السلام” التي كانت بمثابة نقلة كبيرة بالنسبة لي خاصة أنني وقتها كنت لا أزال في بداية مشواري الفني، وممن دعموني أيضًا العندليب الاسمر عبد الحليم عبد الحافظ، ومرسي جميل عزيز، ومحمد الموجي.
*متى شعرت أنك نجحت بالوقوف على أرض صلبة في مجال الغناء؟
**خلال إحتفالات أعياد الربيع عام 1971، فالحفلات الغنائية التي كان يتم تقديمها من خلال التليفزيون كانت تذاع على شاشته تحظى بنسبة مشاهدة عالية للغاية، وخلال هذه الحفلة شاركت بالغناء مع عبد الحليم، ومحمد العزبي، وشريفة فاضل، وقدمت خلالها لأول مرة أغنية “والنبي ده حرام” حيث حظيت بتصفيق وإشادة من الجمهور بشكل كبير جعلني أشعر ببداية تحقيق حلمي في مجال الغناء وحملني مسئولية كبيرة في إختياراتي اللاحقة لها، أيضاً لن انسي كلمات الرئيس عبد الناصر عندما إستمع لي وقال “عندنا فيروز في مصر” فهذه العبارات وأنا في سن صغيرة كان لها اثر كبير في نفسي.
*أي الأغاني أقرب إلى قلبك؟
** أعتز كثيراً بأغنية “عاوج الطاقية”، التي كتبها الشاعر الجميل مرسي جميل عزيز، فهذه الاغنية تحمست لها منذ أن سمعتها لأول مرة، وشكلت نقطة تحول في مسيرتي الفنية وحققت نجاحاً كبيراً وقت طرحها، وكانت من الاغاني المميزة التي قدمتها في مشواري الفني.
*وما سبب إقدامك على تجربة الغناء للأطفال؟
**شعرت بالتردد كثيراً قبل أن اقدم عليها خاصة وأنني أدرك جيداً أن الغناء للأطفال أمر ليس بالهين، لكن ساعدني في ذلك الموسيقار الراحل عمار الشريعي صاحب الفكرة بالأساس وهو الذي حمسني لها، حيث كنا نتعاون – الثلاثي سيد حجاب وعمار الشريعي وأنا – في التحضير لألبوم غنائي رومانسي واقترحوا خلال لقاءاتنا أن نقدم البوماً للأطفال، ولم اتحمس للتجربة وبعد فترة زمنية ليست قصيرة وجدتهم يقدمون لي الأغاني جاهزة فإتفقنا على تأجيل الالبوم الرومانسي وقدمنا البوم “أطفال أطفال أطفال” ونجاحه حمسنا لتكرار التجربة بعد فترة من خلال البوم “سوسة كف عروسة” الذي حقق نجاحاً منقطع النظير وقت طرحه وظلت أغانية المصورة تذاع لعدة سنوات.
*قدمت عدة تجارب مسرحية لكنك اكتفيت بتجربة سينمائية وحيدة، فما السبب؟
**المسرح الذي قدمته لم يعد موجوداً حيث قدمت عدة مسرحيات غنائية استعراضية مع مجموعة من عمالقة الفن الجميل، اذكر منها على سبيل المثال “على فين يا دوسة”،”اه يا غجر”، “لن تسقط القدس”، ومسرحية “الشخص” التي قدمتها مع الرحابنة، فهي من أكثر من الاعمال التي اعتز بها حيث كان التعاون معهم مثمراً بالنسبة لي، واستفدت منهم كثيرًا على المستوى الفني.
*أين هذه التجارب المسرحية الطويلة من خريطة المحطات التليفزيونية؟
**لا اعرف ويسأل في ذلك المسئولين بالتليفزيون المصري الذين يمتلكون النسخ الأصلية من هذا التراث الموسيقي الذي لا يوجد عمل يقدم مثله، فمثلاً عنما قدمت مسرحية “الشخص”  للتليفزيون قبل نحو 20 عامًا وحتى الآن لم تعرض بسبب طبيعتها السياسية وأجريت إتصالات مع المسؤولين أكثر من مرة لكي تعرض مع حذف أو تشويش المقاطع السياسية التي يعتبرون أنها لايمكن ان تذاع لكن هذا لم يحدث، واتمنى ان تجد طريقها للعرض، وكذلك باقي المسرحيات التي قدمتها على مدار أكثر من 30 عام، فالمسرح الغنائي غائب منذ تسعينات القرن الماضي وهناك الكثير من التجارب التي إذا قدمت سيعجب بها الجمهور ولن يشعر أنه مضى على تقديمها عشرات الاعوام.
*هل لديك نسخة من هذه الأعمال؟
**بعضها وليست جميعها، وطلبت من أحد المسؤولين بالتليفزيون أن تعرض هذه الأعمال ووعدني بالنظر في الأمر لاحقاً، وبالمصادفة خلال تسجيلي لأحد البرامج فوجئت بشرائط التليفزيون التراثية ملقاة على الارض، وليست محفوظة في أماكن خاصة بها، كما يحدث في الدول المتقدمة وأخبروني أن ذلك بسبب تطوير ماسبيرو وإستمر الوضع كذلك لأكثر من 3 سنوات، فهل يعقل أن تكون هذه هي الطريقة التي يحفظ بها تراثنا.
*هل يمكن أن تعودي للمسرح الان؟
**بالتأكيد ليس لدي مانع ولكن هناك اكثر من تغير طرأ على المسرح، أين هي المسارح التي يمكن الوقوف على خشبتها؟ أين جمهور المسرح؟ هل ذوق الجمهور لم يتأثر بالعبث الذي يشاهده ويحيط به؟ هل هناك منتج يمكن أن يغامر ويقدم عمل مسرحي استعراضي الان؟ وهل هناك فنانين يمكن ان يقدموا ذلك الان ويتقاضوا اجوراً متوسطة من أجل رسالة فنية؟، هناك اسئلة كثيرة اذ وجدت اجابة لها تستطيع أن تعرف العقبات التي تقف أمامنا فإذ حلت هذه المشاكل يمكن أن يعود المسرح مجددا.
*بالمقارنة بين الماضي والحاضر، كيف ترين الساحة الغنائية؟
**تضحك طويلاً : لا مجال للمقارنة بالطبع ليس فقط للفارق الكبير في الأصوات بين أسماء مثل شادية وعبد الحليم وصباح وما هو موجود الان، ولكن للفارق ايضا في الكلمات والالحان، فالوسط الموسيقي بالكامل لا يمكن مقارنته بما كان في السبعينات والثمانينات، الموجودن الآن مؤدون وليس مطربون وهناك فارق كبير بين الاثنين.
تواصل: عندما كنا نقوم بتسجيل الأغنية كنا نتدرب كثيراً على ذلك، حتى تخرج الأغنية متماشية مع الإيقاع ونقول الأغنية جملة جملة كي يضبط الإيقاع الموسيقي، كنا نبذل مجهوداً فعليا، لكن الان اصبحت الاغنية تسجل على الموسيقى.
*هل هذا الاختلاف سبب ظهور عدد كبير من المطربين حالياً؟
**الآن العري هو معيار النجاح بالنسبة للمنتجين من خلال الفيديو كليب وهذا أمر لا يمكن إعتباره معيار للحكم على أي فنان، فعلى سبيل المثال المطرب لم يكن يخرج إلا بعد أن يبحث عن كلمات جيدة ، وموسيقى ولحن وتوزيع جيد، وتكون هناك رسالة من الاغنية وليس ماذا ستحقق مادياً فقط.
*أين الأزمة من وجهة نظرك؟
**ثمة عقبات أصبحت تواجه الفن المصري وليس الغناء فقط، فهناك ظروف اقتصادية أصبحت صعبة وشركات إنتاج موسيقي هدفها الربح السريع فقط وليس صناعة نجم كما كان يحدث، بالإضافة إلى القرصنة الالكترونية للالبومات الغنائية من خلال الانترنت مما جعل الكثير من المنتجين الحقيقيين يختفون من الساحة الغنائية ويفضلون الابتعاد، وأصبحت الدولة غائبة بشكل كبير عن دعم الفنون كما كان يحدث من قبل، فالفن رسالة يجب أن تدعمها أجهزة الدولة كما حدث خلال عهد الرئيس عبد الناصر.
*هل ترين أن برامج اكتشاف المواهب الغنائية يمكن أن تساعد في اكتشاف فنانين جدد؟
**لا اعتقد أن أياً من البرامج التي قدمت رعت المتسابقين فيها بشكل جيد، لأن رعاية الموهبة تبدأ بعد فوزه، كما أن وجود أكثر من صوت جيد لا يعني التفريط بالباقيين من أجل فوز واحد فقط، لأن هذا يصنع أحياناً حاجزاً نفسياً لديه قد يمنعه من استكمال مشواره، ويجب أن يتوافر رعاة لهذه المواهب حتى يستطيعوا إيجاد مكان لهم على الساحة الغنائية.
*ما سبب اختفاءك طوال الفترة الماضية؟
**لست مختفية أنا متواجدة لكن ليست مسؤوليتي تجاهل الاعلام لي، ولكافة كبار الفنانين، فمؤخراً أحييت حفلة للأطفال بدار الاوبرا المصرية ضمن مهرجان الموسيقى العربية وكرمني المهرجان في دورته منذ عامين، أيضا قدمت أغنيتين بعد ثورة 25 يناير لكن للأسف لم يعرضهما التليفزيون المصري حتى الان ولا اعرف سببًا لذلك.
تواصل : ليس مطلوب مني أن اذهب الى المنتجين لاقول لهم أنني موجودة وأرغب بتقديم البوم غنائي ولكن في الوقت نفسه لا استطيع ان اقدم البوماً غنائياً اقل مما قدمته في مشواري الفني فلست بحاجة للمال لكي اقدم اي شئ دون المستوى، واعيش في هدوء مع زوجي وعائلتي.
*ما رأيك في أغاني الاطفال التي قدمها بعض الفنانين والفنانات مؤخراً؟
**نانسي عجرم قدمت أغاني جيدة للاطفال، أما هيفاء وهبي فقد اساءت لهم بأغنيتها “بوس الواوا” لأنها أغنية لا تناسب الاطفال وليست موجهة لهم، وهذه النوعية من الاغاني تفسد ذوق الاطفال منذ صغرهم في الغناء، فهل تستوي الثقافة الفنية بين من نشأوا على طرب عبد الحليم وفايزة أحمد ونجاه ومن نشأوا على نغمات “بوس الواو”، أغاني الاطفال بشكل عام تحتاج إلى منتج يتحمس لها وينفق جيداً عليها كي تخرج بشكل مناسب ولا يكون هدفه الربح المالي من ورائها فقط.
*تردد أنك بصدد العودة بشكل فعلي للساحة الغنائية؟
**بعد كارثة قطار أسيوط واصطدامه باتوبيس اطفال المدرسة قررت أن اقوم بتقديم البوم جديد للاطفال بعدما تأثرت بشدة بالأحداث، وهي فكرة لا تزال في مرحلة التحضير.
*سياسياً، كيف ترين الفترة التي قضاها الرئيس مرسي في الحكم؟
**لست قلقة من حكم الاسلاميين، فهناك حالة من الغموض تحيط بكل شئ، وأي رئيس لا يستطيع أن يقوم بعمل كل شيء لوحده، فيجب أن نتحد كمصريين حتى يتمكن الرئيس من إدارة البلاد بشكل جيد، ويعود الهدوء والاستقرار مرة اخرى، فنحن شعب قوي يستطيع تخطي الصعاب.
*كيف ترين اتجاه بعض الفنانين للاعتزال واعتبارهم أن الفن حرام؟
**هذه رؤيتهم الشخصية ولا احب الحديث في مثل هذه الأمور لكونها خاصة بأصحابها لا شأن لي بها.

شاهد أغنية مصر هي أمي للفنانة عفاف راضي

 شاهد بعض الأغاني من أرشيف عفاف راضي:


عفاف راضي: لم أعتزل وقد أعود بألبوم للأطفال تأثراً بحادث أسيوط - أحمد عدلي http://www.myelaph.com/elaphweb/Resources/images/Entertainment/2013/1/thumbNails/afafradi1.jpg

No comments:

Post a Comment